بقلم/ حسن القدسي
تجربتي في سطور ,,
في البداية كل تجربة هي درس والحليم من كان يومه أفضل من أمس وغده أفضل من يومه !
أتذكر حينما كنت في اليمن بعد الثانوية لم يخطر ببالي أني يوماً من الأيام سأنتقل إلى مدينة صنعاء أولاً ومن ثم إلى بلاد الأناضول "تركيا " , لم يكن خيالي واسعاً لتلك الدرجة التي اكتسبتها في بلاد المهجر ولكن هي الأقدار تحتم على الإنسان أحياناً خوض تجارب لم يحسب لها حسبان .
بداية تجربتي مع الاغتراب كانت من قريتي التي ترعرعت فيها لمدة خمسة عشر سنة إلى مدينة تعز وهناك أكملت الثانوية ومن ثم الى مدينة صنعاء ومنها الى تركيا حيث دراسة اللغة التركية ودراسة الجامعة " البكالوريوس ".
أود ان أوضح في البداية أن تجربتي مع الاغتراب رغم مرارتها إلا أنها كانت جميلة ورائعة بذات القدر , الغربة مع الإنجاز تجمع بين لذة ومرارة، لكن في الحقيقة لذة العلم والتعلم قضت على مرارة الغربة والاغتراب ,لذة العلم لمن ذاقها سيدرك مدى قيمة ذلك الفرح الذي يعتري الإنسان حالما أنجز ونجح في شيء معين .
لم أكن أعرف أن للنجاح ذوق وللإنجاز فرح وبهجة إلا حين وطئت قدمي تركيا ,استطيع كذلك أن أقول أني لأول مرة أجد النجاح الحقيقي النابع من الجهد والمشقة التي يبذلها الإنسان أو كما يقال " بعرق جبينه " هي الفاصل والميزة الوحيدة التي تميز الطالب الناجح عن غيره والطالب المنجز عن سواه.
تجارب الحياة مُرة ومتبعة ولكن حينما تعلم وتدرك أن نهاية هذه المعاناة والمرارة راحة وفرح وأيضا هناك مكافاة لك على تجاوز صعوبات ما كان لغيرك أن يجتازها حينها فقط تنسى الأتعاب والأتراح وما كان لشيء أن ينعت بكلمة نجاح أو انجاز الإ بعد تعب واجتهاد ومثابرة ومشقة .
كل نجاح لابد له من بداية وكل بداية لابد لها من عثرات وتقهقرات وهذا مايسمى سلم النجاح الذي يجب على كل من أراد بلوغ ذروته أن يتسلقه, لا طعم للنجاح والانجاز بدون تعب ومشقة ولا ذوق له بدون عثرات ولا عقبات عوضاً على أن اليسر يأتي دوما بعد العسر والشدائد دائماً تولد نجاح وتميز ونجاح خارق للعادة ولنا في هذا الجانب مئات النماذج الحية .
تجربتي تتكون من شقين الأولى كانت في (انقرة) وخضتها في تعلم اللغة التركية حيث وكانت من اصعب التجارب التي خضتها في حياتي اذ أني لأول مرة في حياتي أخرج من اليمن إلى بلد مختلف حضارياً وثقافياً ومعيشاً, بداية تجربتي مع اللغة التركية لم تكن سهلة ولكن حبي وشغفي بتعلمها جعل كل شيء سهلاً للغاية عوضاً عن اني أحببت هذه البلد وتعتبر انقرة حتى الوقت الحالي هي أحب المدن إلى قلبي حيث أولى المعاناة كانت فيها وأجمل الأيام عشتها فيها من حيث صعوبة الاندماج مع المجتمع وصعوبة تقبل منطق اللغة التركية حيث يجدر الإشارة الى أن اللغة التركية مختلفة تماماً بنطقها وطريقة كتابتها وقواعدها وأيضاً فهمها عن اللغة العربية , ومما ساعدني على أن اجتاز مثل هذه الصعوبات هو ما ذكرته سلفاً حبي وشغفي بتعلمها وأيضاً وضعت نصب عيني أن أكون متميزاً عن بقية أقراني .
بعد اكمالي للغة التركية جاءني القبول في جامعة مرمرة في (إسطنبول) انتقلت الى هناك في شهر يوليو 2012 وهنا بدأت تجربي العصيبة الثانية وهي مرحلة البكالوريوس "كلية الإلهيات" وربما تكون تجربة إسطنبول مفصلية في حياتي حيث الجامعة والملايين من الناس الذين أعيش معهم في نفس المدينة الصغيرة حجماً يقطنها عشرين مليون سكاناً , لم اكترث بهذا ولم أجعله يكون عائقاً يقف أمامي ويمنعني من تحقيق أمنيتي بالتفوق والعودة الى بلدي بشخص آخر أخدم بلدي وأبناء بلدي حيث وأن الغربة فرصة لمن استغلها في تحقيق المراد منه وهي في نفس الوقت فرصة لمن لم يستغلها ليضيع وقته ونفسه ويغوص في مستنقع الضياع .
في كل تجارب حياتي لم أجد شيء أنفع للإنسان من أن يرتب وقته وينظم أولوياته , لأن من نظم جدول أعمال يومه سينظم جدول أعمال اسبوعه وشهره وسنته وعمره حتى وهذا بالنسبة لي أقصى ما يمكن أن يستفيده الإنسان من غربته , حين يؤمن الإنسان بأن بعد العسر يسر وبعد الظلام فجر حينها فقط يدرك بأن ما يمر به من أوقات عصيبة هي بداية لعطاءات كبيرة وعظيمة لا يمكن لعقل بشري أن يدركها أو يعرف مضمونها .
في الأخير نصيحتي للجميع وخاصة من هم بعيدون عن أوطانهم بأن يستبشروا ويوقنوا بأن هناك وطن ينتظر ابداعاتهم وهناك أهل وأحباب وأصحاب ينتظرونهم على أحر من الجمر وعليهم أن لا يعودوا إلا بفكر نير وعقل مستنير لكي يكونوا الأمل المستفيض في هذا العالم المليء باليأس , ولكي يكونوا حاملي راية الحب والسلام لوطن اثخنته أمراض الأحقاد و الأحساد ورفض الاخر , عوضاً على أن الوطن يحتاج إلى بناء القلوب قبل اللبنات فمتى ما صلحت القلوب هناك نستطيع أن نبني وطناً خالٍ من الشحناء والبغضاء فالنبي حين بدأ يؤسس لدولة الإسلام بدأ بالمؤاخاة ثم بناء المسجد .
تجربتي في سطور ,,
في البداية كل تجربة هي درس والحليم من كان يومه أفضل من أمس وغده أفضل من يومه !
أتذكر حينما كنت في اليمن بعد الثانوية لم يخطر ببالي أني يوماً من الأيام سأنتقل إلى مدينة صنعاء أولاً ومن ثم إلى بلاد الأناضول "تركيا " , لم يكن خيالي واسعاً لتلك الدرجة التي اكتسبتها في بلاد المهجر ولكن هي الأقدار تحتم على الإنسان أحياناً خوض تجارب لم يحسب لها حسبان .
بداية تجربتي مع الاغتراب كانت من قريتي التي ترعرعت فيها لمدة خمسة عشر سنة إلى مدينة تعز وهناك أكملت الثانوية ومن ثم الى مدينة صنعاء ومنها الى تركيا حيث دراسة اللغة التركية ودراسة الجامعة " البكالوريوس ".
أود ان أوضح في البداية أن تجربتي مع الاغتراب رغم مرارتها إلا أنها كانت جميلة ورائعة بذات القدر , الغربة مع الإنجاز تجمع بين لذة ومرارة، لكن في الحقيقة لذة العلم والتعلم قضت على مرارة الغربة والاغتراب ,لذة العلم لمن ذاقها سيدرك مدى قيمة ذلك الفرح الذي يعتري الإنسان حالما أنجز ونجح في شيء معين .
لم أكن أعرف أن للنجاح ذوق وللإنجاز فرح وبهجة إلا حين وطئت قدمي تركيا ,استطيع كذلك أن أقول أني لأول مرة أجد النجاح الحقيقي النابع من الجهد والمشقة التي يبذلها الإنسان أو كما يقال " بعرق جبينه " هي الفاصل والميزة الوحيدة التي تميز الطالب الناجح عن غيره والطالب المنجز عن سواه.
تجارب الحياة مُرة ومتبعة ولكن حينما تعلم وتدرك أن نهاية هذه المعاناة والمرارة راحة وفرح وأيضا هناك مكافاة لك على تجاوز صعوبات ما كان لغيرك أن يجتازها حينها فقط تنسى الأتعاب والأتراح وما كان لشيء أن ينعت بكلمة نجاح أو انجاز الإ بعد تعب واجتهاد ومثابرة ومشقة .
كل نجاح لابد له من بداية وكل بداية لابد لها من عثرات وتقهقرات وهذا مايسمى سلم النجاح الذي يجب على كل من أراد بلوغ ذروته أن يتسلقه, لا طعم للنجاح والانجاز بدون تعب ومشقة ولا ذوق له بدون عثرات ولا عقبات عوضاً على أن اليسر يأتي دوما بعد العسر والشدائد دائماً تولد نجاح وتميز ونجاح خارق للعادة ولنا في هذا الجانب مئات النماذج الحية .
تجربتي تتكون من شقين الأولى كانت في (انقرة) وخضتها في تعلم اللغة التركية حيث وكانت من اصعب التجارب التي خضتها في حياتي اذ أني لأول مرة في حياتي أخرج من اليمن إلى بلد مختلف حضارياً وثقافياً ومعيشاً, بداية تجربتي مع اللغة التركية لم تكن سهلة ولكن حبي وشغفي بتعلمها جعل كل شيء سهلاً للغاية عوضاً عن اني أحببت هذه البلد وتعتبر انقرة حتى الوقت الحالي هي أحب المدن إلى قلبي حيث أولى المعاناة كانت فيها وأجمل الأيام عشتها فيها من حيث صعوبة الاندماج مع المجتمع وصعوبة تقبل منطق اللغة التركية حيث يجدر الإشارة الى أن اللغة التركية مختلفة تماماً بنطقها وطريقة كتابتها وقواعدها وأيضاً فهمها عن اللغة العربية , ومما ساعدني على أن اجتاز مثل هذه الصعوبات هو ما ذكرته سلفاً حبي وشغفي بتعلمها وأيضاً وضعت نصب عيني أن أكون متميزاً عن بقية أقراني .
بعد اكمالي للغة التركية جاءني القبول في جامعة مرمرة في (إسطنبول) انتقلت الى هناك في شهر يوليو 2012 وهنا بدأت تجربي العصيبة الثانية وهي مرحلة البكالوريوس "كلية الإلهيات" وربما تكون تجربة إسطنبول مفصلية في حياتي حيث الجامعة والملايين من الناس الذين أعيش معهم في نفس المدينة الصغيرة حجماً يقطنها عشرين مليون سكاناً , لم اكترث بهذا ولم أجعله يكون عائقاً يقف أمامي ويمنعني من تحقيق أمنيتي بالتفوق والعودة الى بلدي بشخص آخر أخدم بلدي وأبناء بلدي حيث وأن الغربة فرصة لمن استغلها في تحقيق المراد منه وهي في نفس الوقت فرصة لمن لم يستغلها ليضيع وقته ونفسه ويغوص في مستنقع الضياع .
في كل تجارب حياتي لم أجد شيء أنفع للإنسان من أن يرتب وقته وينظم أولوياته , لأن من نظم جدول أعمال يومه سينظم جدول أعمال اسبوعه وشهره وسنته وعمره حتى وهذا بالنسبة لي أقصى ما يمكن أن يستفيده الإنسان من غربته , حين يؤمن الإنسان بأن بعد العسر يسر وبعد الظلام فجر حينها فقط يدرك بأن ما يمر به من أوقات عصيبة هي بداية لعطاءات كبيرة وعظيمة لا يمكن لعقل بشري أن يدركها أو يعرف مضمونها .
في الأخير نصيحتي للجميع وخاصة من هم بعيدون عن أوطانهم بأن يستبشروا ويوقنوا بأن هناك وطن ينتظر ابداعاتهم وهناك أهل وأحباب وأصحاب ينتظرونهم على أحر من الجمر وعليهم أن لا يعودوا إلا بفكر نير وعقل مستنير لكي يكونوا الأمل المستفيض في هذا العالم المليء باليأس , ولكي يكونوا حاملي راية الحب والسلام لوطن اثخنته أمراض الأحقاد و الأحساد ورفض الاخر , عوضاً على أن الوطن يحتاج إلى بناء القلوب قبل اللبنات فمتى ما صلحت القلوب هناك نستطيع أن نبني وطناً خالٍ من الشحناء والبغضاء فالنبي حين بدأ يؤسس لدولة الإسلام بدأ بالمؤاخاة ثم بناء المسجد .

تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء